ذات يوم
استبد الغضب بحاسوبي المحمول فقرر أن يتمرد على توجهاتي الفكرية وعلى كتاباتي الحالمة فطالعني ببلاغ شديد اللهجة رافضا الامتثال \ لأوامري \ ..وأمام هذه المقاومة الإلكترونية تساءلت عن الدافع وراء هذا الموقف من حاسوبي فلم أجد جوابا ..إلا أنني أدركت أن السبب الحقيقي لثورته هو تجاهلي لاستعمالات الفيسبوك والإبحار في منتديات ومواقع العرى وذلك انسياقا وراء \ رغباته \ المغرقة في السطحية ...ورغم أنني أدخلته المصحة لمسح ذاكرته وتنقيتها من الشوائب والفيروسات إلا أنه لا يتردد في العودة إلى التمرد وإعلان الثورة على ...قلمي...
\ ذات أمس
كنت على موعد من نفسي ..أعددت العدة للقاء ..أخذت زينتي ..وضعت ثيابي الفاخرة ..لمعت حذائي ..تأكدت من وجود كل أزرار قميصي ..صففت بقايا شعري ..حلقت ذقني ..وضعت ما تيسر من العطر وتوجهت مهرولا إلى مكان اللقاء ف....لم أجدني...
\ ذات ليلة
تفقدت هاتفي المحمول فلم أجده ..بحثت في كل جيوبي الظاهرة والعلنية وبين ثنايا ملابسي ..بعثرت كل أشيائي الصغيرة الموضوعة على مكتبي ..دسست يدي في سلة المهملات , فربما كان قد وقع بداخلها ... أبحرت إلى الوراء مجدفا في أنهار ساعات النهار علني أعثر عليه في مكان ما ... هباء...اعتراني حزن غريب وتساءلت ,قرب أي أذن هو الآن ..وأي صوت يستعمله ..أو قد يكون معروضا للبيع في إحدى ساحات الخردة أو إحدى \ الجوطيات \ حيث
تصطف المسروقات معروضة للبيع .. وبينما أنا في حيرتي رن هاتفي العزيز أو بالأحرى نهق ..فقد اخترت له من الرنات نهيق حمار ...انتبهت إلى مصدر الصوت فكان ....رأسي...
\ ذات هنيهة
تصاعدت نبضات القلب مني فاجتاحت وجداني رعشة مألوفة بحكم تجارب الزمن في هذا الصدد ,استجمعت قواي أو ما تبقى منها وحاولت تجاهل هذا النبض المفاجئ لمضخة تافهة عضوية الوظيفة ..تكومت داخل رأسي مستنجدا ببرنامج ضبط المشاعر داخل أكبر وأهم وأدق وأرقى كومبيوتر على الإطلاق .
انتهت الهنيهة لأدرك أنني عاشق حتى الثمالة ..وأن للمضخة قوانينها التي تتحدى برمجيات الكومبيوتر المزروع في .جمجمتي.
\ ذات حلم
رأيت فيما يرى النائم أنني أحلم..وداخل حلمي الثاني كنت أحلم.. بقلم رصاص يحلم.. بفض بكارة ورقة بيضاء دون أن يتعرض للمتابعة \ على فعلته \, علما بأن هذه الورقة هي الأخرى كانت تحلم بأن يجهز عليها القلم ليرسم على بياضها الحقيقة ..
أفقت من حلمي الأول فانهارت كل الأحلام التي تضمنها ,سلمت صفحة وجهي لزخات ماء مبعثرة..ارتشفت جرعة من فنجان اصطدمت به قدمي قرب الفراش ..ربما كان هذا الفنجان هو الآخر يحلم بسائل أبيض بدل الكافيين , ناديت على قلمي وطلبت ورقة بيضاء لأكتب الحقيقة بعيدا عن الحلم الأول والثاني ...والمائة ..والألف ...ولكن أية حقيقة ....